عندما تتصفّحُ إعلاناتِ المنتجَعَاتِ السّياحيّة، أو التجمّعاتِ السّكانية، ستجدُ أنّ مصطلحَ “العِمارَةِ الذّكيّة” قد تصدّر تلك الإعلاناتِ بوجهٍ كبير، فكثير من المشترين أدركوا قيمة السّكنِ في عماراتٍ ذكيّةٍ وأهمّيتها؛ فالعِمارةُ الذّكيّة تُوفّر لساكنيها قدرًا كبيرًا من الأمان، وتوفّر كثيرًا من المالِ في الوقت نفسه، وفي هذا الموضوع سأرصدُ أهمّ مزايا السّكن في عِمارةٍ ذكيّة.
أوّلُ مزايا العِمارات الذّكيّة هي قُدرتها على مواجهةِ الكوارث على وجهٍ أكبرَ من العِماراتِ العَادِيّة؛ كالرّياح العاتية، والزّلازل، وكلّ ذلك بأقلّ قدرٍ من استهلاكِ موادِ البِنَاءِ والطّاقة في عمليّات الإنشَاء، وكذلكَ استخدام أقلّ مواد البِنَاء ضررًا للبيئة.
عندمَا تكون خارج المنزل، فإنّ تركك لجهازٍ كهرَبي مُتّصل بالكهرباء، قد يُؤدّي لكارثة؛ لكن عندما تسكنُ في عِمارةٍ ذّكيّة، فإنّك تستطيع أن تتّصلَ بمنزلك سواء باستخدام هاتفك أم الاستعانة بالإنترنت عبر الكمبيوتر؛ لتفصلَ الكهرباءَ من الجهاز. كذلك يُمكنك من طريق الاتّصال بمنزلك أنّ تتحكّم بالإنارةِ، والتّهوية، والأجهزة الكهربائيّة المُختلفة، وكلّ شيءٍ من بُعد.
من أهدافِ العِمَارةِ الذّكيّةِ توفير الطّاقة، ويظهَرُ ذلك عندما تُفتَحُ النّوافذُ صباحًا مع إشراق الشّمس دون تدخّلٍ من صاحبِ المنزلِ، فالمنازلُ تستجيبُ للشّمس، وتَفتحُ نوافذَها بأوامرَ من حسّاساتٍ تُثَبّتُ خارجِ المنزلِ، وكذلك تُغلَقُ النّوافذُ بطريقةٍ تِلقائيّةٍ (أتوماتيكيّة) مع حلولِ الظّلام، أو معَ هُطُول الأمطار، وهي خياراتٌ تكون تحتَ سيطرةِ صاحبِ المنزلِ الذّكي.
مِن مَزايا العِمَارة الذّكيّة أنّها تُوفّر قدرًا كبيرًا من الأمانِ لسكّانها، حيثُ يُمكنُ للعِمَارةِ الذّكيّة مواجهة السّرقة بواسطة عددٍ من الآليّاتِ مثل الكاميرات، والإغلاق التّلقائي لبعضِ البوّاباتِ والنّوافذ، مع إرسالِ رسالةٍ لأصحابِ الشُّقَق، والاتّصال بإدارة العِمَارة لإعلامهم بحالةِ العِمَارةِ الأمنيّة. كمَا يُمكن للعِمَاراتِ الذّكيّة أن تتحكّمَ في شبكاتِ الـ “آي آر” المخصّصة لمتابعةِ اختراقِ الأسوَار.
يُمكن لصاحِب المنزلِ التّواصل مع منزلهِ الذّكي بعدّةِ وسائلَ منها: الهاتف، الإنترنت. ويُمكنه أْن يُحدّدَ لمنزلهِ أوضاعًا مُعيّنة، ثابتة، يتصرّف وفقًا لها، وعندما يحدثُ طارئٌ ما؛ يُقدّمُ المنزلُ الذّكي تقريرًا سريعًا يُرسلُ (أتوماتيكيًّا) إلى هاتف صاحبِ المنزلِ عبرَ جواله، أو إلى (كمبيوتره) عبرَ البريد الإلكتروني.
من مزايا المنازل الذّكيّة أنّ جميعَ أجهزتها تتّصلُ ببعضها بعضًا، فهناك اتّصالٌ بين حّساساتِ كَسرِ الزُّجَاج، الحركَة، الدُّخان، المياه والغَاز، حيثُ إنّ جميعها تعملُ بأسلوبٍ مُتناغمٍ لتدركَ الخطرَ عندَ وقوعه، وتزوّد صاحب المنزل بتقريرٍ عنها. كما يوجدُ تنسيقًا بين أنظمةِ الإضاءةِ والتّكييف، حيثُ إنّ التّحكّم بها يكون بطريقةٍ آليّةٍ في منظومةٍ واحدة.
إذًا، العِمارة الذّكيّة هي الّتي تفهَمُ متطلّباتِ ساكنيها، وتُلبّي تلكَ المتطلّبات بأقلّ مجهودٍ من صاحبِ المنزلِ، من طريقِ جعل كلّ شيءٍ يسيرُ بطريقةٍ تلقائيّة (أتوماتيكيّة) مع استخدام أقلّ قدرٍ من الطّاقة.
يمكنُ للعِمارة الذّكيّة أن تتعرّفَ على أصحابِها بسهولةٍ، وتميّزهم عن الغرباء، من طريقِ عددٍ من الآليات للتعرّف على السّكان ومن يزوروهم دوريًّا، بواسطةِ أجهَزة قرَاءة البصماتِ سواء بصماتِ الأصَابع أم بصماتِ العُيون.
يُمكن أنْ تساعدَ العِمارة الذّكيّة في العنايةِ بكبارِ السّن، والمُعاقين، والأطفال؛ وذلك من طريقِ إرسالِ تقاريرَ منتظمةً عن تحرّكاتهم وأنشطتهم داخل المنزل للعناية بهم عن بُعد، وإعانتهم في الوقتِ الّلازم.
لمُشاهدة أحد أمثلة العِمارة الذّكية، اقرأ هذا المقال.
ملاحظة: منقول من مدونه المهندس محمود قحطان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق